عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٣٥٣
الأسف، ولكن بقي منه ما رواه العلماء عن مؤلفه، وما نقلوه عن كتابه في كتبهم، خاصة ما نقله العلامة المجلسي رحمه الله في موسوعته " بحار الأنوار ".
وعلى مر العصور كانت عقيدة المهدي المنتظر من العقائد الثابتة المتسالم عليها عند علماء السنة وجمهورهم، فإن ظهر رأي شاد ينكرها أو يشكك فيها، تصدى له العلماء والمحققون وردوه وأنكروا عليه أن يشكك في واحدة من عقائد الاسلام ثبتت وتواترت أحاديثها عن النبي صلى الله عليه وآله.
وبين أيدينا نموذجان ممن شكك في عقيدة المهدي فرد عليهما علماء السنة:
الأول: ابن خلدون، من علماء القرن الثامن، صاحب التاريخ المعروف. قال في مقدمة تاريخه ص 311 طبعة دار احياء التراث العربي.
" إعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الاسلام على ممر الاعصار أنه لابد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين ويظهر العدل، ويتبعه المسلمون ويستولي على الممالك الاسلامية، ويسمى بالمهدي، ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره، وان عيسى ينزل من بعده فيقتل الدجال، أو ينزل معه فيساعده على قتله ويأتم بالمهدي في صلاته ".
ثم استعرض ابن خلدون ثمانية وعشرين حديثا وردت في المهدي وناقش في بعض رجال أسانيدها، وختم مناقشاته بقوله ص 322 " فهذه جملة الأحاديث التي خرجها الأئمة في شأن المهدي وخروجه في آخر الزمان، وهي كما رأيت لم يخلص منها من النقد إلا القليل والأقل منه ".
ثم استعرض بعض آراء المتصوفة في المهدي المنتظر، وختم مناقشته لها بقوله ص 327 " والحق الذي ينبغي أن يتقرب لديك أنه لا تتم دعوة من
(٣٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 347 348 349 351 352 353 354 355 356 357 358 ... » »»