صلح الحسن (ع) - السيد شرف الدين - الصفحة ٦٢
يمنعهم من النفوذ إلى قلوب الناس؟ وهل ذلك الا دليل انقياد الناس - في عقيدتهم - اليه دونهم؟
وهذا كله بعد الصلح، وبعد ظهور جماعات من شيعته وغير شيعته ينكرون عليه موقفه من الصلح.
ترى فكيف كانت قوته في الناس لو انه أبى الخلافة من أول الامر، وبقي شغف المسلمين إلى بيعته على حدته، فهل كان من المحتمل، أن يظل محور الامل ومفزع الناقمين والمعارضين، ثم تنام عنه العيون الحذرة على دنياها، فلا تعاجله بما ختمت به حياته المقدسة أخيرا؟ وهل كان الا طعمة الاغتيالات الكافرة في سنته الأولى بعد أبيه - على أغلب الظن -؟.
فأي منطق هذا الذي يرى من قبول الحسن للخلافة تسرعا!
والخلافة - في أصلها - مقام أبيه وميراثه وميراث أخيه - على حد تعبير الامام علي بن موسى بن جعفر عليهم السلام.
واما الزعازع التي لوح بها هذا النقد، فما كانت الا خطط المناوئين في الكوفة، وليس شئ منها بالذي يضير الحسن ابان نشاط الناس معه - كما هو في ابان بيعته - وأي خليفة أو زعيم ليس له مناوئون؟
فلم لا يكون قبول البيعة هو الأرجح على مختلف الوجوه؟.
بل هو الواجب لضرورة الوقت وللمصلحة العامة ولإحقاق الحق.
الكوفة أيام البيعة
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 64 65 66 67 68 ... » »»