صلح الحسن (ع) - السيد شرف الدين - الصفحة ٢٧
أو كما قال الشاعر:
ما دب في فطن الأوهام من حسن * * * الا وكان له الحظ الخصوصي كأن جبهته من تحت طرته * * * بدر يتوجه الليل البهيمي قد جل عن طيب أهل الأرض عنبره * * * ومسكه فهو الطيب السماوي وقال ابن سعد: " كان الحسن والحسين يخضبان بالسواد ".
وقال واصل بن عطاء: " كان الحسن بن علي عليهما السلام، عليه سيماء الأنبياء وبهاء الملوك ".
عبادته:
حج خمسا وعشرين حجة ماشيا، والنجائب لتقاد معه، وإذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث بكى، وإذا ذكر الممر على الصراط بكى، وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها، وإذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم، وسأل الله الجنة وتعوذ بالله من النار.
وكان إذا توضأ، أو إذا صلى ارتعدت فرائصه واصفر لونه.
وقاسم الله تعالى ماله ثلاث مرات. وخرج من ماله لله تعالى مرتين. ثم هو لا يمر في شئ من أحواله الا ذكر الله عز وجل.
قالوا: " وكان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم بالدنيا ".
* * * أخلاقه:
كان في شمائله آية الانسانية الفضلى، ما رآه أحد الا هابه، ولا خالطه انسان الا أحبه، ولا سمعه صديق أو عدو وهو يتحدث أو يخطب فهان عليه ان ينهي حديثه أو يسكت.
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»