صلح الحسن (ع) - السيد شرف الدين - الصفحة ٢٨٠
بعد الصلح. ونرى جارية بن قدامة يذكر لمعاوية حق الحسن بالأمر بعده كقرار معروف. ونرى الأحنف بن قيس يرسله ارسال المسلمات، في خطبته التي يرد بها على البيعة، ليزيد، وهو إذ ذاك يخاطب معاوية نفسه في حفل حاشد.
قال: " وقد علمت أنك لم تفتح العراق عنوة، ولم تظهر عليه مقصا. ولكنك أعطيت الحسن بن علي من عهود الله ما قد علمت، ليكون له الامر من بعدك، فان تف، فأنت أهل الوفاء، وان تغدر تظلم. والله ان وراء الحسن خيولا جيادا وأذرعا شدادا وسيوفا حدادا، ان تدن له شبرا من غدر، تجد وراءه باعا من نصر. وانك تعلم من أهل العراق، ما أحبوك منذ أبغضوك.. (1) ".
إلى كثير من الشواهد الأخرى التي يزهدنا في استيعابها رغبتنا في الاختصار.
* * * 5 - بقية المواد ولقد ترى - إلى هنا - بأن دراستنا للنقاط البارزة في مواد المعاهدة لم تتجاوز المادتين - الأولى والثانية -.
اما المادة الثالثة، فقد سبق في (الفصل: 14) مناقشة معاوية في موضوعها كما يجب - فليراجع -، وسبق في الكلام على حديث الصحيفة البيضاء التي أرسلها معاوية إلى الحسن عليه السلام، ليكتب عليها ما يشاء من شروط، (في الفصل: 16) أن حديث هذه الصحيفة هو القرينة على ترجيح ما يكون من روايات المعاهدة أقرب إلى صالح الحسن منه إلى صالح خصومه، وعلى هذا فالمادة الثالثة لا تعني الا الاطلاق في منع معاوية من شتم

(1) تجد تمام هذه الخطبة وذكر مصادرها في (الفصل 20) عند ذكرنا طريقة التمهيد لبيعة يزيد.
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 284 285 286 ... » »»