حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٣٢٨
الأدب العربي، ومن مناجم التراث الاسلامي وهي من أشهر قصائد دعبل، وقد أثرت في نفس الامام تأثيرا بالغا، حتى بكى، وأغمى عليه ثلاث مرات (1) لأنه عرض فيها الفجائع القاسية التي حلت بأهل البيت (عليهم السلام)، وقد كتبها دعبل في ثوب وأحرم فيه وأوصى أن يكون في أكفانه (2).
وقد انتشرت قصيدة دعبل انتشارا هائلا في ذلك العصر، وقد سمعها المأمون فأعجب بها، وطلب من دعبل أن يقرأها عليه، وقال له: لا بأس عليك ولك الأمان من كل شئ فيها، وقد رويتها إلا إني أحب أن أسمعها من فيك، فأنشدها والمأمون يبكي حتى اخضلت لحيته من دموعه (3).
ومن طريف ما ينقل عن هذه القصيدة الغراء ان دعبل لما سار من (مرو) في قافلة قطع عليهم اللصوص الطريق، وأخذوا كل ما معهم، واتفق ان لصا كان ينهب ما عند دعبل وينشد بيتا من قصيدته التي ألقاها على الامام وهو:
أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات فقال له دعبل: لمن هذا البيت؟ فقال له لرجل من خزاعة يقال له دعبل، فقال له: انا دعبل، ثم أنشده القصيدة فذهل ونادى ببقية اللصوص أن يردوا على القافلة ما أخذوه منها تكريما لشاعر أهل البيت فردوه عليهم (4).
ونظرا لأهمية هذه القصيدة فقد انبرى جمع من الاعلام إلى شرحها، ومن بين هذه الشروح:
1 - شرح السيد نعمة الله الجزائري.
2 - شرح كمال الدين محمد بن محمد الشيرازي.
3 - شرح الحاج ميرزا علي التبريزي (5).
نص القصيدة:
ونقل المغفور له الفاضل عبد الصاحب الدجيلي نص القصيدة في ديوان دعبل

(1) الأغاني 18 / 42.
(2) معجم الأدباء 4 / 194.
(3) الأغاني 18 / 42.
(4) نور الابصار (ص 147) الاتحاف (ص 163) البحار 12 / 71، مقدمة ديوان دعبل (ص 53).
(5) الذريعة.
(٣٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 ... » »»
الفهرست