حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٢٥٣
ففعلوا ما أمرهم به، والتفت المأمون لهم قائلا:
" أيها القوم انما استحضرتكم لأحتج بكم عند الله تعالى، فاتقوا الله وانظروا لأنفسكم، وامامكم، ولا يمنعكم جلالتي، ومكاني من قول الحق حيث كان، ورد الباطل، على من أتى به، وأشفقوا على أنفسكم من النار، وتقربوا إلى الله تعالى، برضوانه، وإيثار طاعته، فما أحد تقرب إلى مخلوق بمعصية الخالق، إلا سلطه الله عليه، فناظروني بجميع عقولكم.
إني رجل أزعم أن عليا (عليه السلام) خير البشر بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإن كنت مصيبا فصوبوا قولي، وان كنت مخطئا فردوا علي وهلموا، فإن شئتم سألتكم، وإن شئتم سألتموني... ".
وليس في هذا الكلام أي التواء، أو خروج عن المنطق، وإنما صاحبه يريد الحقيقة الناصعة.
علماء الحديث:
وسارع علماء الحديث قائلين:
" بل نحن نسألك... ".
وانبرى المأمون فأرشدهم إلى طريق الحوار قائلا:
" هاتوا وقلدوا كلامكم رجلا واحدا منكم، فإذا تكلم فإن كان عند أحدكم زيادة فليزده وان أتى بخلل فسددوه... " الدليل الأول:
وأدلى عالم من علماء الحديث بحجته على أن أبا بكر هو خير هذه الأمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) قائلا:
" نحن نزعم أن خير الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبو بكر، من قبل الرواية المجمع عليها جاءت عن الرسول (ص) قال: " اقتدوا بالذين من بعدي أبو بكر وعمر " فلما أمر نبي الرحمة بالاقتداء بهما، علمنا أنه لم يأمر بالاقتداء إلا بخير الناس... ".
جواب المأمون:
وناقش موضوع الحديث المنسوب إلى النبي (ص) نقاشا موضوعيا فقال:
" الروايات كثيرة، ولا بد من أن تكون كلها حقا، أو كلها باطلا، أو بعضها
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»
الفهرست