حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٢٥٠
ومن غاو يغص علي غيظا * إذا أدنيت أولاد الوصي فقلت: أليس قد أوتيت علما * وبان لك الرشيد من الغوي وعرفت احتجاجي بالمثاني * وبالمعقول والأثر القوي بأية خلة وبأي معنى * تفضل ملحدين على علي علي أعظم الثقلين حقا * وأفضلهم سوى حق النبي (1) ومن شعره قاله في أهل البيت (عليهم السلام) هذه الأبيات:
إن مال ذو النصب إلى جانب * ملت مع الشيعي في جانب أكون في آل بني الهدى * خير بني من بني غالب حبهم فرض نؤدي به * كمثل حج لازم واجب (2) وهذا الشعر صريح في ولائه لأهل البيت (عليهم السلام) وتقديمه بالفضل على غيرهم.
وروى له الصولي هذه الأبيات في الإمام علي (عليه السلام):
الام على حب الوصي أبي الحسن * وذلك عندي من عجائب ذي الزمن خليفة خير الناس والأول الذي * أعان رسول الله في السر والعلن ولولاه ما عدت لهاشم امرة * وكانت على الأيام تقضي وتمتهن فولى بني العباس ما اختص غيرهم * ومن منه أولى بالتكرم والمنن فأوضح عبد الله بالبصرة الهدى * وفاض عبيد الله جودا على اليمن وقسم اعمال الخلافة بينهم * فلا زال مربوطا بذا الشكر مرتهن (2) وحكى هذا الشعر الأيادي البيضاء التي أسداها الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الأسرة العباسية حينما ولي الخلافة فقد قلد ولاية (البصرة) إلى عبد الله بن العباس، وكان وزيره ومستشاره الخاص، كما قلد عبيد الله بن العباس ولاية اليمن، ولكن الأسرة العباسية قد تنكرت لهذا المعروف فقابلت أبناء الامام بالقتل والتنكيل وارتكبت معهم ما لم ترتكبه معهم الأسرة الأموية وقد أوضحنا في

(1) المحاسن والمساوئ 1 / 105 للبيهقي.
(2) تذكرة الخواص (ص 367).
(3) تذكرة الخواص (ص 366).
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»
الفهرست