حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٢٥٦
من النساء؟ قال: عائشة، فقال: من الرجال؟ فقال: أبوها... ".
رد المأمون:
ورد المأمون هذا الحديث فقال: هذا باطل لأنكم رويتم أن النبي (ص) وضع بين يديه طائر مشوي، فقال: اللهم ايتني بأحب خلقك إليك، فكان عليا، فأي رواياتكم تقبل؟ ".
إن حديث الطائر المشوي مجمع عليه، وهو يدل بوضوح على أن الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) أحب الخلق عند الله، وأقربهم إليه.
الدليل السادس:
وانبرى عالم آخر فقال: " ان عليا قال: من فضلني على أبي بكر وعمر جلدته حد المفتري... ".
جواب المأمون:
وأجاب المأمون عن هذا الحديث المنسوب إلى الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله:
" كيف يجوز أن يقول علي: أجلد الحد على من لا يجب حد عليه، فيكون متعديا لحدود الله، عاملا بخلاف أمره، وليس تفضيل من فضله عليهما فرية، وقد رويتم عن إمامكم أنه قال: وليتكم ولست بخيركم، فأي الرجلين أصدق عندكم أبو بكر على نفسه، أو علي على أبي بكر، مع تناقض الحديث في نفسه، ولا بد له من أن يكون صادقا أو كاذبا، فإن كان صادقا فأنى عرف ذلك بوحي؟ فالوحي منقطع أو بالتظنين فالمتظني متحير، أو بالنظر، فالنظر بحث وإن كان غير صادق، فمن المحال أن يلي أمر المسلمين، ويقوم بأحكامهم ويقيم حدودهم كذاب... ".
الدليل السابع:
وقال عالم آخر: إن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة ".
جواب المأمون:
قال المأمون: هذا الحديث محال لأنه لا يكون في الجنة كهل ويروى أن (أشحمية) كانت عند النبي (ص) فقال: لا يدخل الجنة عجوز فبكت، فقال لها
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»
الفهرست