حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٧
وعلى أي حال فان الحياة السياسة في عصر الإمام (عليه السلام) كانت مضطربة وبشعة، فقد شاعت الاضطرابات، وانتشر التمرد على الحكم العباسي في معظم البلاد الاسلامية.
التنكيل بالعلويين:
ومن أقسى المحن التي السادة العلويون في العصور العباسية الأولى، والتي شاهد بعضها الإمام الرضا (عليه السلام) هو التنكيل القاسي بالعلويين فقد عمد العباسيون بشكل سافر إلى اضطهادهم وتصفيتهم جسديا.
. وكان أول من أوقع الفتنة بين العلويين والعباسيين هو المنصور الدوانيقي (1) وهو القائل:
" قتلت من ذرية فاطمة ألفا أو يزيدون، وتركت سيدهم ومولاهم وامامهم جعفر بن محمد " (2).
لقد قتل هذا العدد من أبناء رسول الله (ص) ليجعلهم ذخرا له يقدمهم إلى الله تعالى والى جدهم رسول الله (ص) وهو الذي ترك لولده خزانة رؤوس العلويين، وعلق بكل رأس ورقة كتب فيها اسم العلوي، وقد حوت رؤوس شيوخ وأطفال وشباب (3).
وقال للإمام الصادق (عليه السلام): " لأقتلنك ولأقتلن أهلك حتى لا أبقي على الأرض منكم قامة سوط " (4).
وقال أبو القاسم الرسي عندما هرب من المنصور إلى (السند):
لم يروه ما أراق البغي من دمنا * في كل أرض فلم يقصر من الطلب وليس يشفي غليلا في حشاه سوى * أن لا يرى فوقها ابنا لبنت نبي (5).
ان ما اقترفه المنصور من إراقة دماء أبناء النبي (ص) من أسوأ الصفحات في

(١) تأريخ الخلفاء للسيوطي (ص ٢٦١) مروج الذهب ٤ / ٢٢٢.
(٢) الأدب في ظل التشيع (ص ٦٨).
(٣) تأريخ الطبري ١٠ / ٤٤٦.
(٤) المناقب ٣ / ٣٥٧.
(٥) النزاع والتخاصم للمقريزي (51).
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست