ولحقتموه وهو غدا خارج طالب بثأره وحقه، وتراث آبائه، وإقامة دين الله، وما يمنعكم من نصرته ومؤازرته، انني خارج من وجهي هذا إلى الكوفة للقيام بأمر الله، والذب عن دينه والنصر لأهل بيته، فمن كانت له نية في ذلك، فليلحق بي... ".
واستجابت له الزيدية وغيرهم، واتجه أبو السرايا بجيوشه نحو الكوفة.
وأما محمد فقد أعلن الثورة في نفس اليوم الذي ثار فيه أبو السرايا، وقد التفت حوله الجماهير الحاشدة، وظل محمد يترقب بفارغ الصبر قدوم أبي السرايا عليه، وقد طالت الأيام حتى يئس منه أصحابه، ولاموا محمدا على الاستعانة به، واغتم محمد لتأخره عنه، وبينما هم في قلق واضطراب إذ طلعت عليهم جيوش أبي السرايا، ففرح محمد وسر سرورا بالغا، ولما قرب منه قام إليه محمد واعتنقه، وبقي معه أياما ثم اتجه معه صوب الكوفة، فلما انتهى إليها استقبله أهلها استقبالا رائعا، وأظهروا الفرحة الكبرى بقدومه وبايعوه بالاجماع (1).
واحتلت جيوش أبي السرايا الكوفة، ونهبوا جميع ما في قصر الفضل بن عيسى والي الكوفة، ولم يرغب بذلك أبو السرايا فأصدر أوامره المشددة إلى الجيش بالكف عن السلب والنهب وارجاع المنهوبات إلى أهلها.
وأرسل الحسن بن سهل حاكم العراق من قبل المأمون ثلاثة آلاف فارس بقيادة زهير بن الحسن لحرب أبي السرايا، ولما انتهت إلى الكوفة التحمت مع جيوش أبي السرايا، فانهزم الجيش العباسي شر هزيمة، واستولى جيش أبي السرايا على جميع أمتعته (2) وقد انتصر أبو السرايا انتصارا رائعا، وسرى والخوف والرعب في نفوس العباسيين، وأيقن الكثيرون منهم أن الثورة قد نجحت، وان مصيرهم في خطر عظيم.
وفاة الزعيم محمد:
ومن المؤسف حقا ان الزعيم الكبير محمد بن إبراهيم قد توفي وذهبت معظم المصادر التأريخية إلى أنه توفي وفاة طبيعية وعزت بعض المصادر وفاته إلى أبي السرايا فقد دس إليه سما فاغتاله، ليتخلص منه، وأكبر الظن انه توفي حتف أنفه، ولم يكن