القسوة البالغة يقول:
بلغني أنه قد يكون في حاشية العامل أو الوالي جماعة منهم من له حرمة، ومنهم من له إليه وسيلة ليسوا بابرار ولا صالحين يستعين بهم، ويوجههم في أعماله يقتضي بذلك الذمامات فليس يحفظون ما يوكلون بحفظه، ولا ينصفون من يعاملونه انما مذهبهم أخذ شئ من الخراج كان، أو من أموال الرعية، ثم انهم يأخذون ذلك كله - فبما بلغني - بالعسف والظلم والتعدي (1).
وأضاف بعد ذلك قائلا:
وبلغني انهم يقيمون أهل الخراج في الشمس، ويضربونهم الضرب الشديد، ويعلقون عليهم الجرار، ويقيدونهم بما يمنعهم من الصلاة، وهذا عظيم عند الله، شنيع في الاسلام (2).
وقد خولف بهذا الاجراء القاسي ما أمر به الاسلام من الرفق بالناس وتحريم القسوة معهم في أخذ الخراج وغيره من أي أمر كان ولكن حكام بني العباس قد جافوا ذلك وابتعدوا عنه.
تركة ملوك العباسيين:
وامتلأت خزائن ملوك العباسيين بالأموال الطائلة التي اختلست من الشعوب الاسلامية، وأخذت بالعنف، والقهر، وهذه قائمة بما تركه بعض ملوكهم من الأموال.
1 - تركة المنصور:
وترك المنصور الدوانيقي بعد هلاكه (أربعة عشر مليون دينار)، و (ستمائة مليون درهم) (3).
2 - تركة المهدي:
وترك المهدي في خزائنه (سبعة وعشرين مليون درهم) (4).