ولعمري.. لو كان ما كتبه الإمام الرضا (ع) على وثيقة العهد من شخص عادي آخر، لكان يقال عنه الشئ الكثير تعظيما وتبجيلا، حيث إنه لم يضل عن خطته التي اختطها لنفسه، ولا حاد عن نهجه قيد أنملة.. مع أن المأمون كان قد فاجأه بطلب الكتابة على الوثيقة، ولم يكن هو مستعدا، ولا متوقعا لذلك، لأن العادة لم تكن قد جرت على ذلك..
وهذا ولا شك مما يزيد من عظمة الإمام، ويعلي من شأنه، ويستدعي المزيد من التعظيم والتبجيل له.
ولكن الحقيقة هي: أنه - وهو الإمام المعصوم - غني عن كل تلكم التقريظات، وعن ذلكم التعظيم والتبجيل..
الموقف التاسع:
شروطه (ع) على المأمون لقبول ولاية العهد، وهي:
" أن لا يولي أحدا، ولا يعزل أحدا، ولا ينقض رسما، ولا يغير شيئا مما هو قائم، ويكون في الأمر مشيرا من بعيد (1) "، فأجابه المأمون إلى ذلك كله!!!.
وفي ذلك تضييع لجملة من أهداف المأمون.. إذ أن: