لتوافق هوى، وتخدم مصالح أولئك الحكام المنحرفين، الذين أغدقوا عليهم المال، وغمروهم بالنعمة.
حتى إن أولئك المأجورين قد جعلوا عقيدة الجبر - الواضح لكل أحد زيفها وسخفها - من العقائد الدينية الإسلامية!.، من أجل أن يسهلوا على أولئك الحكام استغلال الناس، ولكي يوفروا لهم حماية لتصرفاتهم تلك. التي يندى لها جبين الإنسان الحر ألما وخجلا، إذ أنهم يكونون بذلك قد جعلوا كل ما يصدر منهم هو بقضاء من الله وقدره، ولذا فليس لأحد الحق في أن ينكر عليهم أي تصرف من تصرفاتهم، أو أي جناية من جناياتهم.
وكان قد مضى على ترويجهم هذه العقيدة المبتدعة - حتى زمان المأمون - أكثر من قرن ونصفا، أي من أول خلافة معاوية، بل وحتى قبل ذلك أيضا. بزمان طويل!
المزيفون وعقيدة الخروج على سلاطين الجور:
كما أنهم - أعني هؤلاء العلماء - قد جعلوا الخروج على سلاطين الجور والفساد موبقة من الموبقات، وعظيمة من العظائم..
وقد جرحوا بذلك عدد من كبار العلماء: مثل الإمام أبي حنيفة وغيره، بحجة أنه: " يرى السيف في أمة محمد " (1).