يسير عليه فقدها غير مكثر * كما ينبغي للصالحين ذوي التقوى فمات الرضا من بعد ما قد علمتم * ولاذت بنا من بعده مرة أخرى (1) وأيضا.. حتى لا يتناساهم الناس، ويقطعوا آمالهم بهم، وحتى لا يصدق الناس ما يشاع عنهم من أنهم مجرد علماء فقهاء، لا يهمهم العمل لما فيه خير الأمة، ولا يفكرون في الخروج إلى المجتمع بصفتهم رواد صلاح وإصلاح ولعل إلى ذلك كله، يشير الإمام (ع) في قوله لمحمد ابن عرفة، عندما سأله عن قبوله بولاية العهد، فقال له: " يا ابن رسول الله، ما حملك على الدخول في ولاية العهد؟! ".. فأجابه الإمام (ع): " ما حمل جدي على الدخول في الشورى.. " (2).
هذا بالإضافة إلى أنه يكون في فترة ولاية العهد قد أظهر المأمون على حقيقته أمام الملأ، وعرفهم بواقع وأهداف كل ما أقدم عليه، وأزال كل شبهة ولبس في ذلك. كما قد حدث ذلك بالفعل.
هل الإمام راغب في هذا الأمر:
ولكن هذا كله وسواه، لا يعني أن الإمام (ع) كان راغبا في أي من الخلافة، أو ولاية العهد، فإن ما ذكرناه لا يبرر ذلك، حيث إنه لا يعدو عن أن يكون من الفوائد التي كان لا يمكن الحصول على بعضها