فقال الإمام (ع): ".. بالزهد بالدنيا أرجو النجاة من شر الدنيا، وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم، وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله..
قال المأمون: فإني قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة، وأجعلها لك، وأبايعك؟!.
فقال الإمام (ع): إن كانت هذه الخلافة لك، فلا يجوز أن تخلع لباسا ألبسكه الله، وتجعله لغيرك، وإن كانت الخلافة ليست لك، فلا يجوز أن تجعل لي ما ليس لك (1).
قال المأمون: لا بد لك من قبول هذا الأمر!!
فقال الإمام (ع): لست أفعل ذلك طائعا أبدا..
فما زال يجهد به أياما، والفضل والحسن (2) يأتيانه، حتى يئس من قبوله..
وخرج ذو الرئاستين مرة على الناس قائلا: واعجبا! وقد رأيت عجبا! رأيت المأمون أمير المؤمنين يفوض أمر الخلافة إلى الرضا.