حياة الإمام الرضا (ع) - السيد جعفر مرتضى - الصفحة ٢٤٧
يصلي في بيت المال ركعتين شكرا لله، بعد فراغ المال منه. وكان يقول: " إليك عني يا دنيا غري غيري، أبي تعرضت؟! الخ.. " وهو الذي قال فيه عدوه معاوية: " لو كان له بيتان: بيت من تبر، وآخر من تبن، لأنفق تبره قبل تبنه. ". إلى غير ذلك مما لا مجال لنا لتتبعه واستقصائه..
العلويون يدركون نوايا المأمون:
إن نوايا المأمون تجاه العلويين، ومحاولاته لإسقاطهم اجتماعيا، وابتزازهم سياسيا.. حتى إذا أخفق في ذلك راح يختلهم واحدا فواحدا، كلما واتاه الظرف، وسنحت له الفرصة.. لم يكن العلويون يجهلونها، بل كانوا يدركونها كل الادراك، ولم تكن تخدعهم تلك الشعارات والأساليب المبهرجة. وحسبنا هنا أن نذكر في مقام التدليل على هذا: أن المأمون كتب لعبد الله بن موسى، بعد وفاة الرضا، يعده بأنه يجعله ولي عهده، ويقول له: " ما ظننت أن أحدا من آل أبي طالب يخافني بعد ما عملته بالرضا ".
فأجابه عبد الله يقول: " وصل إلي كتابك، وفهمته، تختلني فيه عن نفسي مثل القانص، وتحتال علي حيلة المغتال، القاصد لسفك دمي.
وعجبت من بذلك العهد، ولايته لي بعدك، كأنك تظن: أنه لم يبلغني ما فعلته بالرضا؟! ففي أي شئ ظننت أني أرغب من ذلك؟ أفي الملك الذي غرتك حلاوته؟!. إلى أن يقول: أم في العنب المسموم الذي قتلت به الرضا؟! ". ويقول له أيضا - والظاهر أنه نص آخر للرسالة -: " هبني لا ثأر لي عندك، وعند آبائك المستحلين لدمائنا الآخذين حقنا، الذين جاهروا في أمرنا، فحذرناهم. وكنت ألطف حيلة منهم، بما استعملته من الرضا بنا، والتستر لمحننا، تختل واحدا،
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 7
2 تقديم 9
3 تمهيد 11
4 " القسم الأول: ممهدات " 19
5 قيام الدولة العباسية 21
6 مصدر الخطر على العباسيين 64
7 سياسة العباسيين ضد العلويين 74
8 سياسة العباسيين مع الرعية 107
9 فشل سياسة العباسيين ضد العلويين 129
10 " القسم الثاني: ظروف البيعة وأسبابها.. " 138
11 شخصية الإمام الرضا (ع) 139
12 من هو المأمون 148
13 آمال المأمون وآلامه 155
14 ظروف البيعة وأسبابها 192
15 أسباب البيعة لدى الآخرين 254
16 " القسم الثالث: أضواء على الموقف.. " 275
17 عرض الخلافة ورفض الإمام 277
18 قبول ولاية العهد بعد التهديد 280
19 مدى جدية عرض الخلافة 285
20 موقف الإمام 299
21 خطة الإمام 310
22 " القسم الرابع: من خلال الأحداث.. " 362
23 مع بعض خطط المأمون 363
24 كاد المريب أن يقول: خذوني 397
25 ما يقال حول وفاة الإمام 401
26 دعبل والمأمون 433
27 كلمة ختامية 436
28 وثائق هامة 439
29 رسالة الفضل بن سهل إلى الإمام 441
30 وثيقة ولاية العهد 444
31 رسالة المأمون إلى العباسيين 453
32 رسالة عبد الله بن موسى إلى المأمون 461
33 رسالة سفيان إلى هارون 465
34 قصيدة الأمير أبي فراس الحمداني 469