النص على أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٠٤
وجل فأوحى الله اليه:
* (يا ايها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) * فصدع بأمر الله تعالى ذكره، فقام بولاية علي يوم غدير خم فنادى الصلاة جامعة وأمر الناس ان يبلغ الشاهد الغائب " (1).
4 - ان بعض الروايات عند ذكر التصدق بالخاتم صرح الرسول بمعنى الولاية بها وشبهها بطلب موسى هارون وزيرا له قال (صلى الله عليه وسلم): " اللهم ان موسى سالك فقال: * (رب شرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري) *.
فأنزلت عليه قرآنا ناطقا: * (سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون) * (2).
اللهم وانا محمد نبيك وصفيك اللهم، فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا اشدد به ظهري ".
قال أبو ذر: فما استتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) الكلمة حتى نزل جبرائيل من عند الله تعالى فقال: " يا محمد اقرأ.
قال (صلى الله عليه وسلم): " ما اقرأ؟ " قال: اقرأ: * (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * (3).
5 - ان بعض الروايات جعلت الآية مؤيدا لحديث الثقلين كما روي عن الإمام الهادي قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " اني مستخلف فيكم خليفتين كتاب الله وعترتي ".
قال (عليه السلام): فلما وجدنا شواهد هذا الحديث نصا في كتاب الله مثل قوله [تعالى]: * (انما وليكم الله ورسوله...) * " (4).

١ - تفسير نور الثقلين: ١ / ٦٤٦ ح ٢٦٤ عن أصول الكافي.
٢ - القصص: ٣٥.
٣ - تفسير الرازي: ١٢ / ٢٦ مورد الآية، ونور الابصار: ٨٦ ط. الهند و ١٥٨ فصل ١٤ مناقب علي، وشواهد التنزيل: ١ / ٢٣٠ ح ٢٣٥ آية ٥٥ من المائدة، ومناقب ابن المغازلي: ٢٠٢ ط. بيروت وط. طهران: ٣٢٨ ح ٣٧٥، وتذكرة الخواص: ٢٤ الباب الثاني، والطرائف: ١ / ٤٧ معا عن تفسير الثعلبي.
٤ - الاحتجاج: ٢ / ٤٥٠، وتفسير الميزان: ٦ / 19 وقد تقدمت.
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»