القول العطر في نبوة سيدنا الخضر - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٢٩
وحديث الإفك الثابت في الصحيح (6) من أكبر الأدلة على أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يعرف القرآن الذي لم ينزل بعد عليه، وإلا لما احتار في المسألة وانتظر الوحي حتى ينفذ ما يقضي الله تعالى في الامر، وفي الحديث:
(فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد رضي الله عنهما حين استلبث الوحي يستأمرهما في فراق أهله).
وفيه: (وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني...) (7).
وقد أفتى العلماء المحققون بأن من زعم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعرف القرآن قبل نزوله وأنه كان يسابق سيدنا جبريل عليه السلام به عند قراءته كافر مرتد والعياذ بالله تعالى.
وكذلك لا يجوز لأي مسلم أن يعتقد بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلم الغيب كله أو أن الله تعالى أطلعه على جميع الغيبيات، ولا أدل على ذلك من قوله تعالى (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون) النمل: 65. وقال تعالى: (قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء، إن أنا إلا نذير وبشير (8) لقوم يؤمنون)

(6) رواه البخاري (8 / 452) ومسلم (4 / 2129).
(7) انظر البخاري (8 / 453 - 454 فتح).
(8) ولا يعني هذا أنه لا يشفع للناس أو لا جاه له حاشا وكلا، وإنما نقول بأنه: رسول له المكانة السامية على جميع الخلق فضلا عن البشر، وجميعهم تحت لوائه آدم عليه السلام فمن دونه، وقد أعطي ذلك بفضل الله تعالى (وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء) الحديد: 29، فمن قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبارة عن حامل رسالة كساعي بريد أو طارش بلغة قوم فقد ارتد وخرج من الاسلام وتزندق، لأنه استهان واستخف بالرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم قال تعالى: (فالذين آمنوا وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون) الأعراف: 157.
ومعنى عزروه: عظموه ووقروه ومنه بالسيادة والله أعلم.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 33 34 35 » »»
الفهرست