الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب - السيد فخار بن معد - الصفحة ٣٣٢
وأديب (1) أوانه، حتى أن حلمه ورياسته وشرفه، وسيادته أبين من الشمس عند من لم ينقد لهوى النفس يقر له بذلك ساير الأنام في الجاهلية والاسلام.
سادات العرب يشيدون بأبي طالب:
أخبرني الشيخ الفقيه أبو عبد الله - رحمه الله - بإسناده إلى الحسن ابن جمهور العمي - رحمه الله - يرفعه قال: قيل: لتأبط شرا " الشاعر (2) - واسمه ثابت بن جابر - من سيد العرب؟. فقال: أخبركم، سيد العرب أبو طالب بن عبد المطلب.
وقيل: للأحنف بن قيس التميمي (3). من أين اقتبست هذه الحكم

(1) في ص: (وأريب).
(2) ثابت بن جابر بن سفيان، أبو زهير، الفهمي، المعروف بتأبط شرا من مضر: شاعر عداء، من فتاك العرب في الجاهلية، كان من أهل تهامة. شعره فحل، استفتح الضبي مفضلياته بقصيدة له مطلعها (يا عيد مالك من شوق وإيراق) ويقال: إنه كان ينظر إلى الظبي في الفلاة فيجرى خلفه فلا يفوته، قتل في بلاد هذيل نحو 80 ق. ه‍، والقي في غار يقال له (رخمان) فوجدت جثته فيه بعد مقتله.
وتأبط شرا: كني بذلك لأنه اخذ سيفا أو سكينا تحت إبطه وخرج فسئلت أمه عنه، فقالت: تأبط شرا وخرج. راجع (خزانة الأدب: 66 / 1 والمحبر:
196 والاعلام: 80 / 2).
(3) الأحنف بن قيس بن معاوية بن حصين المري السعدي المنقري التميمي أبو بحر، قيل: اسمه الضحاك: سيد تميم، واحد العظماء الدهاة الفصحاء الشجعان الفاتحين، يضرب به المثل في الحلم، ولد في البصرة عام 3 ق ه‍، وأدرك النبي (ص) ولم يره. أنفذه عمر لغزو خراسان سنة 18 ه‍ فدخلها وتملك مدنها. شهد صفين مع الإمام علي (ع)، ولما انتظم الامر لمعاوية عاتبه، فأغلظ له الأحنف في الجواب، فسئل معاوية عن صبره عليه، فقال: هذا الذي إذا غضب غضب له مائة الف لا يدرون فيم غضب، توفى بالكوفة عام 72 ه‍ عن سبعين سنة أو أكثر.
راجع (وفيات الأعيان: 230 / 1 وجمهرة الأنساب: 206 وتاريخ الخميس: 309 / 3 وتاريخ الاسلام: 129 / 3 والاعلام: 262 / 1).
(٣٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 ... » »»