الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب - السيد فخار بن معد - الصفحة ٢٣٠
[...] أشار أبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب بقوله:
أبوك أبو سفيان لا شك قد بدت * لنا فيك منه بينات الشمائل ولحسان بن ثابت أبيات في ذلك مقابلا له عندما هجا عمرو رسول الله (ص) يقول:
أبوك أبو سفيان لا شك قد بدت * لنا فيك منه بينات الدلائل ففاخر به اما فخرت ولا تكن * تفاخر بالعاص الهجين ابن وائل وان التي في ذاك يا عمرو حكمت * فقالت: رجا عند ذاك لنائل من العاص عمرو تخبر الناس كلما * تجمعت الأقوام عند المحافل راجع: (ديوان حسان بن ثابت وابن أبي الحديد: 101 / 2) ولهذا أشار الإمام الحسن بن علي عليهما السلام حينما طلبه معاوية إلى مجلسه وكان قد جمع فيه كلا من عمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وعتبة بن أبي سفيان والوليد ابن عقبة بن أبي معيط. وقد قابلوه بقوارص الكلام، ولاذع الحديث، والسب الشنيع على أبيه، فالتفت إليهم واحدا " بعد واحد يحدثهم عن أنسابهم وعن نفسياتهم حتى إذا وصل الحديث إلى عمرو قال له: (واما أنت يا بن العاص فان امرك مشترك وضعتك أمك مجهولا من عهر وسفاح فتحاكم فيك أربعة من قريش فغلب عليك جزارها - (يقصد بذلك العاص، لان مهنته كانت الجزارة. راجع المعارف لابن قتيبة: 575) - ألأمهم حسبا، وأخبثهم منصبا.. الخ) تقول المصادر: وعندما أنهى الإمام الحسن حديثه قام فنفض ثوبه وانصرف، فتعلق به عمرو بن العاص بثوبه، وقال لمعاوية: يا أمير المؤمنين قد شهدت قوله في وقذفه أمي بالزنا، وانا مطالب له بحد القذف، فقال معاوية: خل عنه لا جزاك الله خيرا " فتركه، فقال معاوية: قد أنبأتكم انه ممن لا تطاق عارضته، ونهيتكم ان تسبوه فعصيتموني والله ما قام حتى أظلم علي البيت، قوموا عني، فلقد فضحكم الله وأخزاكم) راجع القصة بكاملها في (ابن أبي الحديد: 101 - 104 / 2 وغيره من المصادر). -
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»