الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب - السيد فخار بن معد - الصفحة ٢٢٨
من دين محمد (ص) وكانت كل قبيلة تعذب (١) من فيها من المسلمين فيأخذ الأخ أخاه، وابن العم ابن عمه فيشده ويوثقه كتافا "، ويضربه ويخوفه، وهم لا يرجعون فأنزل الله تعلى: ﴿ألم تكن إرض الله واسعة فتهاجروا فيها﴾ (2)، فخرج جماعة من المسلمين إلى الحبشة يقدمهم جعفر ابن أبي طالب - عليه السلام - فنزلوا على النجاشي ملك الحبشة، فأقاموا عنده في كرامة، ورفيع منزلة، وحسن جوار. وعرفت قريش ذلك فأرسلوا إلى النجاشي عمرو بن العاص (3)، وعمارة بن الوليد بن المغيرة

(١) في ص و ح: (وكان يعذب كل قبيلة) بدل (وكانت كل قبيلة تعذب).
(٢) النساء: ٩٦.
(3) عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد، المنتهي نسبه إلى كعب ابن لؤي، يكنى أبا عبد الله، ويقال: أبو محمد، أبوه العاص بن وائل أحد المستهزئين برسول الله (ص) والمظهرين له العداوة والأذى. وفيه وفي أصحابه انزل قوله تعالى (انا كفيناك المستهزئين) ويلقب العاص بالأبتر، لأنه قال لقريش سيموت هذا الأبتر غدا " فينقطع ذكره، يعني رسول الله (ص) لأنه لم يكن له ولد ذكر يعقب منه، فأنزل الله سبحانه (ان شانئك هو الأبتر).
كان عمرو أحد الذين جندوا أنفسهم لمحاربة النبي (ص) فقد كان يشتمه بأبشع الشتائم، ويضع في طريقه الحجارة ليعثر بها، كما أن الواقدي روى بان عمروا " هجا رسول الله هجاء كثيرا "، وكان يعلمه صبيان مكة فينشدونه ويصيحون برسول الله إذا مر بهم رافعين أصواتهم بذلك الهجاء. قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: 100 / 2). (فقال رسول الله (ص) وهو يصلي بالحجر: اللهم ان عمرو بن العاص هجاني ولست بشاعر، فالعنه بعدد ما هجاني).
والى هذا أشار الإمام الحسن عليه السلام في حديثه مع عمرو في مجلس معاوية (ثم انك تعلم، وكل هؤلاء الرهط يعلمون انك هجوت رسول الله (ص) بسبعين بيتا " من الشعر، فقال رسول الله (ص) اللهم إني لا أقول الشعر ولا ينبغي لي -
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»