مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٢٨٦
وما لبثوا أن أدركوا حكمة هذا الصلح الخطير الذي عده القرآن فتحا مبينا.
وفيه نزلت سورة الفتح، يقول فيها تعالى لرسوله المصطفى:
(لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا * ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما * وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطا مستقيما * وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها، وكان الله على كل شئ قديرا *).
(صدق الله العظيم) بعدها كان السير إلى خيبر.
هل هلال المحرم من السنة السابعة للهجرة، وقد رجع المصطفى صلى الله عليه وسلم من الحديبية، والمدينة في موقف ترقب وانتظار.
من طريق مكة، جاء رجل يسعى، عرفت فيه المدينة (أبا العاص ابن الربيع) فكأنها كانت في انتظاره.
ولم يكن قد مضى غير سبعة أشهر على وداعها إياه! مر قريبا منها، في جمادى الأولى من السنة السادسة، في طريق عودته من الشام إلى أم القرى، في مال له ولقريش. فعرضت له سرية إسلامية أصابت كل ما معه، وأفلت منها مع الفجر إلى أم ولديه، بنت خالته (زينب
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»
الفهرست