مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٢٩٧
وتقدم هو من تلقاء نفسه، فهم بالجلوس على فراش هناك، فسبقته إليه أم المؤمنين وطوته عنه.
سألها وهو يتجاهل مغزى ما فعلت:
- يا بنية، ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش، أم رغبت به عني؟
فما راعه إلا أن أجابت:
(بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت مشرك نجس، ولم أحب أن تجلس على فراشه صلى الله عليه وسلم).
قال أبو سفيان مقهورا:
- والله يا بنية، لقد أصابك بعدي شر! (1) وخرج بحسرته، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد مع جمع من أصحابه، فيهم أبو بكر وعمر.
ووقف بين يدي المصطفى، يعتذر عن قريش ويسأله أن يستبقي الهدنة، فما رد عليه المصطفى بكلمة.
واتجه أبو سفيان إلى الصديق أبى بكر، يرجوه في أن يكلم النبي عليه الصلاة والسلام، فما زاد الصديق على أن قال: (ما أنا بفاعل!).
والتمس أبو سفيان الشفاعة عند الرسول، من عمر بن الخطاب، فكان رد عمر:
(أأنا أشفع لكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فوالله لو لم

(١) السيرة: ٤ / ٣٨، تاريخ الطبري ٣ / 112. السمط الثمين 100.
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»
الفهرست