حسناء عند رجل يحبها، لها ضرائر، إلا كثرن وكثر الناس عليها).
لكن ذلك لم يهون عليها من محنة الفرية الخبيثة التي امتحنت بها، وإن لم تدر ماذا عساها أن تصنع، إلا أن تكل أمرها إلى الله سبحانه.
وفى المسجد النبوي، كان زوجها عليه الصلاة والسلام، يحاول أن يرد عنها ألسنة السوء، فيقول:
(يا أيها الناس، ما بال رجال يؤذونني في أهلي ويقولون عليهم غير الحق؟ والله ما علمت منهم إلا خيرا. ويقولون ذلك لرجل والله ما علمت منه إلا خيرا، وما يدخل بيتا من بيوتي إلا وهو معي).
فتنفذ كلماته إلى قلوب المؤمنين، ويثورون غضبا للسيدة الكريمة، ويتماسك الأوس والخزرج متصايحين مطالبين بأعناق أصحاب الإفك من هؤلاء وهؤلاء. حتى كاد يكون بين الحيين شر) (1).
وخيف على المجتمع الاسلامي من التصدع، وخيف على السيدة عائشة من وطأة الحزن والقهر.
حتى حسم القرآن الكريم تلك الفرية الفاحشة بآيات النور:
(إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم، لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير، لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الاثم والذي تولى كبره