مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٢٥٦
فهجم بالخيل بغتة، من الثغرة التي كشفها المسلمون أنفسهم. وكرت فلول قريش راجعة إلى الميدان الذي سيطر عليه خالد، وتقدمت إحدى نسائهم: (عمرة بنت علقمة الحارثية) فالتقطت لواءهم الصريع فرفعته لهم.
وكان ما لا بد أن يكون:
تغير وجه المعركة، وضاع النصر من المسلمين وقد كان لهم دون ريب.
ولولا ثبات القائد المصطفى صلى الله عليه وسلم، والنفر البواسل من أصحابه المؤمنين، لكانت الكارثة.
واطردت المقاييس لا تتخلف.
استرد المسلمون وعيهم للموقف بعد أن ساورهم اليأس منه، إذ أرجف المشركون أن (محمدا قد قتل).
لكنه، صلى الله عليه وسلم، كان هناك، جريحا مخضب الوجه بالدماء، يوجه جنده من مكانه في قلب الميدان لم يبرحه.
ومن حوله النفر المؤمنون، قد جعلوا من أجسادهم دروعا وتروسا لوقاية قائدهم النبي.
وما إن صاح أحدهم ببشرى حياته صلى الله عليه وسلم، حتى عاد المسلمون جميعا فأخذوا مواقعهم في الجبهة.
وتقهقر جيش المشركين قانعا بالنصر المخطوف.
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»
الفهرست