مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ١٤٩
موقفها العدائي من بشر يدعو إلى دين جديد، وما جربت على هذا الداعي كذبا قط، وإنه فيها للصادق الأمين. والكلمات التي يتلوها من وحي ربه، ليست مما يستطيعون أن يأتوا بمثلها.
وكان الأمد قد طال على يهود في انتظار ما توقعت من حرب بمكة، تقضي على الاسلام وتنهك قريشا ان لم تحصدها حصدا، فتفتح ليهود أبواب أم القرى، وتمكن لهم من النفاذ إلى المركز التجاري الأكبر في بلاد العرب.
وغاظ اليهود أن تشتد وطأة قريش على المسلمين فلا ينفد لهم احتمال ولا يغلب لهم صبر!
كما غاظهم أن يطول صبر قريش على الموقف، فتلجأ إلى المساومة والمفاوضة، والى الايذاء والاضطهاد، ثم إلى المقاطعة والحصار، دون أن تتجاوز بالموقف حافة الحرب!
فمتى يفلت الزمام من أيدي المكيين فتخرج السيوف من أغمادها لتنهي الصراع الذي طال سنين؟
في مثل هذا كانت يهود تفكر، حين جاءها خبر من مكة عن تشاور قريش في إرسال وفد منها إلى يثرب، يستفتي لها أحبار يهود في أمر النبي، بما لديهم من علم الكتاب.
واستعدت يهود للفرصة المواتية:
شهدتهم مستعمراتهم في يثرب وتيماء وخيبر وفدك ووادي القرى.
يجتمعون إلى أحبارهم ويتدارسون.
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست