البحث حول المهدي عجّل اللّه فرجه - السيد محمد باقر الصدر - ج ١ - الصفحة ٢١
والظاهر أن أحدهم قد أدرك خطأه واشتباهه فقال أخيرا: إني لم أرفض إماما ثبت وجوده من أهل البيت (عليهم السلام)، وإنما حصل عندي شك بولادة الإمام الثاني عشر. زاعما أن السبب هو عدم توفر الأدلة الكافية، أو عدم قناعته بالأدلة!!
والسؤال الذي نثيره هنا هو، عن أي نوع من الأدلة يبحث هؤلاء؟ وهل هناك أدلة أقوى من إطباق الطائفة وعلماء الأمة ورواتها الثقات على مثل هذا الأمر، أعني ولادة الإمام الحجة ابن الحسن؟ إذ ليس هناك من سبيل إلى ثبوت مثل هذه الأمور إلا الخبر الصحيح، وتوفر الشواهد، وقيام القرائن والمؤيدات من العقل والمنطق، وقد ثبت من كل هذه الجهات.
ولعل من المناسب الإشارة إلى ما حققه السيد ثامر العميدي في كتابه (دفاع عن الكافي) الجزء الأول، وأثبت ولادة الإمام واستمرار وجوده الشريف بالروايات والأحاديث الصحيحة، ثم بالنقل التاريخي المتواتر، كما أورد اعترافات وشهادات الفقهاء والمحدثين والمفسرين والمؤرخين وأهل التحقيق والأدباء والكتاب، وكلهم من أهل السنة بولادة المهدي محمد بن الحسن العسكري، ونقل ذلك عنهم بدءا من بداية القرن الرابع الهجري كالروياني في المسند، وسهل بن عبد الله البخاري (ت / 341 ه‍) في سر السلسلة العلوية، والخوارزمي (ت / 387 ه‍) في مفاتيح العلوم طبعة ليدن 1895 م.
كما أورد اعترافات من رجال القرن الخامس إلى القرن الرابع عشر، ومنهم:
أبو نعيم الأصفهاني (ت / 430 ه‍) في الأربعين حديثا، ويحيى بن سلامة الخصفكي الشافعي (ت / 568 ه‍) كما في تذكرة الخواص لابن الجوزي، ومحيي الدين بن عربي (ت / 638 ه‍) في الفتوحات المكية على ما نقله الشعراني في اليواقيت والملك المؤيد أبي الفداء إسماعيل بن علي (ت / 732 ه‍) في المختصر في أخبار البشر، وابن الصباغ المالكي (ت / 855 ه‍) في الفصول المهمة، وجلال الدين السيوطي (ت / 911 ه‍) في
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»