الاعتقاد بالإمام المهدي المنتظر (عليه السلام) قضية أساسية في عقيدة المسلمين وقد شغلتهم وما تزال منذ بشر خاتم المرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم) به، وأكد ظهوره في آخر الزمان في أحاديث جمة، وفي موارد ومناسبات لا تحصى كثرة بلغت حد التواتر، فصار الاعتقاد به من ضروريات الإسلام. ومع ذلك كله فقد نجم في القرون الماضية وفي قرننا الحالي من أنكر وشكك فيه إما تأثرا بمناهج مادية أو بسبب عصبية مذهبية أو لجهل بما أودع في الصحاح والمسانيد والسنن من مئات الروايات (1) عن طريق الفريقين السنة والشيعة، ولقد ألف العلماء المتقدمون والمتأخرون عشرات الكتب كما كتبت فصول أو دراسات تضمنت أدلة معتبرة واحتجاجات سليمة وقوية على وجود المهدي وصدق القضية بما لا ينبغي معه أن يرتاب فيه مسلم صحيح العقيدة يؤمن بما يخبر به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولقد بلغ من رسوخ هذه العقيدة في الأمة المسلمة أن استغلها بعض الأدعياء، وادعوا المهدوية، ولكن سرعان ما انكشفوا وافتضحوا، كما افتضح أدعياء النبوة، وقد حاول الدكتور أحمد أمين في كتابه (المهدوية في الإسلام) أن