نشأة التشيع والشيعة - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٧٦
وبالرغم من أن الصحابة، بوصفهم الطليعة المؤمنة والمستنيرة، كانوا أفضل وأصلح بذرة لنشوء أمة رسالية، حتى أن تاريخ الانسان لم يشهد جيلا عقائديا أروع وأنبل وأطهر من الجيل الذي أنشأه الرسول القائد. وبالرغم من ذلك نجد من الضروري التسليم بوجود اتجاه واسع، منذ كان النبي حيا، يميل إلى تقديم الاجتهاد في تقدير المصلحة، واستنتاجها من الظروف، على التعبد بحرفية النص الديني، وقد تحمل الرسول (صلى الله عليه وآله) المرارة في كثير من الحالات بسبب هذا الاتجاه حتى وهو على فراش الموت في ساعاته الأخيرة على ما يأتي (122)، كما كان هناك اتجاه آخر يؤمن بتحكيم الدين والتسليم له والتعبد بكل نصوصه في جميع جوانب الحياة.
وقد يكون من عوامل انتشار الاتجاه الاجتهادي في صفوف المسلمين انه يتفق مع ميل الانسان بطبيعته إلى التصرف وفقا لمصلحة يدركها وبقدرها، بدلا عن التصرف وفقا لقرار لا يفهم مغزاه.

(١٢٢) راجع صحيح البخاري / ج ٨ / ص ١٦١ كتاب الاعتصام.
لاحظ المواقف التي لم يتعبدوا فيها بالنص. ما حدث في عدم إنفاذ سرية أسامة، واعتراضهم وما حدث عند إرادة كتب الكتاب عندما قال النبي (صلى الله عليه وآله) (هلموا اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعدي...) ولاحظ الموقف من صلح الحديبية.
راجع كتب التواريخ والرواية فيما ذكرنا. والمناقشة والتفصيل: المراجعات / السيد العلامة عبد الحسين شرف الدين. مؤسسة دار الكتاب اسلامي تحقيق وتعليق حسين الراضي - تقديم الدكتور حامد حفني والشيخ محمد فكري أبو النصر.
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 71 73 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة