نشأة التشيع والشيعة - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٢٦
كبيرا ممن أسلم بعد الفتح، استسلاما للامر الواقع لا انفتاحا على الحقيقة، نستطيع حينئذ أن نقدر الخطر الذي يمكن لهذه العناصر أن تولده وهي تجد فجأة فرصة لنشاط واسع في فراغ كبير، مع خلو الساحة من رعاية القائد (13).
فلم تكن إذن خطورة الموقف بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) شيئا يمكن أن يخفى على أي قائد مارس العمل العقائدي فضلا عن خاتم الأنبياء (14). وإذا كان أبو بكر لم يشأ أن يترك الساحة دون أن يتدخل تدخلا ايجابيا في ضمان مستقبل الحكم بحجة الاحتياط

(١٣) لا حظ توقع حدوث ظاهرة خروج أعداد كبيرة من الدين بالنسبة لمن أسلم بعد الفتح، حديث جابر بن عبد الله الأنصاري قال: " سمعت رسول الله يقول: دخل الناس أفواجا وسيخرجون أفواجا... " ولا حظ أيضا حركة الارتداد التي حصلت بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) مع تحذيراته الكثيرة من تلك الحالة. الكشاف / ج ٤ / ص ٨١١، وراجع تاريخ الطبري / ج ٢ ص ٢٤٥. وراجع حديث الحوض المشهور في قوله (صلى الله عليه وآله): " أنا فرطكم على الحوض فيؤتى برجال أعرفهم فيمنعون مني فأقول أصحابي فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول سحقا لمن بدل بعدي " راجع صحيح البخاري / ج ٨ / ص ٨٦ كتاب الفتن.
(14) المصدر السابق.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة