نشأة التشيع والشيعة - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٢٥
صحابيا معروفا يعلن - بفعل الصدمة - أن النبي لم يمت ولن يموت (10).
نعم سوف يكون مثل هذا التصرف محفوفا بالخطر غير محمود العواقب.
ثانيا: وهناك الاخطار التي تنجم عن عدم النضج الرسالي بدرجة تضمن للنبي، سلفا، موضوعية التصرف الذي سوف، يقع، وانسجامه مع الإطار الرسالي للدعوة، وتغلبه على التناقضات الكامنة التي كانت تلا تزال تعيش في زوايا نفوس المسلمين على أساس الانقسام إلى مهاجرين وأنصار، أو قريش وسائر العرب، أو مكة والمدينة (11).
ثالثا: هناك الاخطار التي تنشأ لوجود القطاع المتستر بالاسلام، والذي كان يكيد له في حياة النبي (صلى الله عليه وآله) باستمرار، وهو القطاع الذي كان يسميه القرآن " بالمنافقين " (12). وإذا أضفنا إليهم عددا

(١٠) راجع الملل والنحل / الشهرستاني / ج ١ / ص ١٥ فقد جاء فيه: قال عمر بن الخطاب:
" من قال إن محمدا مات قتلته بسيفي هذا، وإنما رفع إلى السماء... " وراجع تاريخ الطبري / محمد بن جرير الطبري / ج ٢ / ص ٢٣٣... قال: " إن محمدا لم يمت وانه خارج إلى من أرجف بموته وقاطع أيديهم وضارب أعناقهم... ".
(١١) هناك أكثر من شاهد على هذه الحالة، فقد روى الشيخان والترمذي في كتاب التفسير عن جابر بن عبد الله قال: " كنا في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجرين، فسمع ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: ما يدل دعوى الجاهلية... وسمع ابن سلول فقال: فعلوها، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منا الأذل " التاج الجامع للأصول / الشيخ ناصف / ج ٤ / ص ٢٦٣.
(١٢) حاول قطاع المنافقين في حياة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) أن يقوم بأدوار خطيرة جدا في الكيد للاسلام وللرسول وللمسلمين. لا حظ مثلا ما نقلناه في الهامش السابق من قول ابن سلول - رأس المنافقين - ولا حظ ما أثاروه وروجوه مثلا في حادثة الإفك، وفي إشاعة الأراجيف كما حصل في معركة أحد، وفي معركة الأحزاب. وقد انزل الله تعالى في القرآن سورة المنافقين سلط فيها الأضواء على هذا القطاع الخبيث، وعرف الرسول بنواياهم وما يخبئون.
راجع مثلا تفسير الفخر الرازي / ج 8 / ص 157 ط 1 / الخيرية 1308 ه‍ مصر، وراجع الكشاف / الزمخشري / 4: ص 811.
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة