نشأة التشيع والشيعة - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ١٢١
علي وزوجته البتول وولديهما الحسن والحسين (عليهم السلام).
ب - توكد أن هؤلاء هم أهل البيت دون سواهم (55). وبالتالي نفهم أنهم هم المقصودون في آية التطهير التي هي قوله تعالى:
(... إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (56) وفي آية التطهير هذه يتبين لنا نزاهة علي وأمانته، وسمو ذاته وطهارته، بل عصمته.
ومن هنا يبدأ الاستحقاق لان يحتل علي مقام الخلافة والولاية وقيادة المسيرة، قال الراغب الأصفهاني: (لا يصلح لخلافة الله ولا يكمل لعبادته وعمرة أرضه إلا من كان طاهر النفس قد أزيل رجسها ونجسها، فللنفس نجاسة كما إن للبدن نجاسة، لكن نجاسة البدن قد تدرك بالبصر ونجاسة النفس لا تدرك إلا بالبصيرة... وإنما لم يصلح لخلافة الله إلا من كان طاهر النفس لان الخلافة هي الاقتداء به تعالى علي الطاقة البشرية، ومن لم يكن طاهر القول والفعل فكل إناء بالذي فيه يرشح...) (57).

(٥٥) التاج الجامع للأصول / ج ٤ / ص ٢٠٧ قال روى الترمذي ومسلم عن عمر بن أم سلمة ربيب رسول الله: لما نزلت هذه الآية - التطهير - في بيت أم سلمة دعا رسول الله فاطمة وحسنا وحسينا وعليا، فجللهم بكساء ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة، وأنا معهم يا رسول الله. قال: أنت على مكانك، وأنت علي خير.
(٥٦) الأحزاب / ٣٣.
(٥٧) الذريعة إلى مكارم الشريعة / أين المفضل الراغب الأصفهاني / ص ٢٩ مراجعة وتعليق طه عبد الرؤوف سعد / ط ١ / مكتبة الكليات الأزهرية - القاهرة / ٣٩٣ ه‍، وراجع استفادة العصمة من آية التطهير / الأصول العامة للفقه المقارن / محمد تقي الحكيم / ص 174.
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة