نشأة التشيع والشيعة - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ١٢٥
الحق معه حيثما دار... (70) وقد أعقب هذا الحدث الكبير نزول الوحي مرة أخرى بقوله تعالى: (... اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا...) (71).
وقد ورد في بعض الروايات أن الرسول القائد (صلى الله عليه وآله) قال بعد نزول هذه الأيد في ذلك اليوم المشهود وهو يوم الثامن عشر من ذي الحجة (72) يوم الغدير قال: (الله أكبر، الحمد لله على اكمال الدين واتمام النعمة ورضى الرب برسالتي وبالولاية لعلي بعدي) (73).
وفي رواية لأحمد (فلقيه عمر بن الخطاب - أي لقي عليا - بعد ذلك، فقال له هنيئا أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة...) (74).
ومما يؤسف له حقا أن بعض الناس كان لا يرضيهم أن يعطى على مثل هذه الامتيازات والمقامات، وكان بعض الناس يكثر لغطه واعتراضه عندما يخص الرسول القائد عليا بذلك، فيضطر الرسول الاكرام صلوات الله عليه وآله أن يذكرهم بأنه رسول رب العالمين

(٧٠) التاج الجامع للأصول / ج ٣ / ص ٣٣٧. وراه مستقلا: (رحم الله عليا اللهم أدر الحق معه حيث دار...).
(٧١) المائدة / ٣.
(٧٢) راجع الاتقان / السيوطي / ج ١ / ص ٧٥ في رواية نزول الآية يوم الغدير وأنه يوم الثامن عشر من ذي الحجة. وراجع أسباب النزول / الواحدي / ص ١٣٥.
(٧٣) مناقب أمير المؤمنين / الحافظ محمد بن سلمان الكوفي القاضي / من أعلام القرن الثالث / تحقيق الشيخ المحمودي / ج ١ / ص ١١٩ مجمع إحياء الثقافة الاسلامية / قم / ١٤١٢ ه‍.
(٧٤) مسند الإمام أحمد بن حنبل / ج ٤ / ص ٢٨١، وقد أشهد علي جمعا من الناس، فشهد له ثلاثون أنهم سمعوا هذا الحديث من رسول الله ابن كثير / البداية والنهاية / ج 7 / ص 360.
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة