نشأة التشيع والشيعة - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ١٢٤
عملية الاعداد الفكري والتربوي في آخر ما نزل منه في آية التبليغ ثم في أية إكمال الدين بعد حديث الغدير المشهور، وعنده لم يعد هناك عذر لمعتذر. وقصة الغدير - كما تناقلها الرواة مع بعض الاختلاف - هي كما يأتي:
لما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حجة الوداع، نزل عليه الوحي مشددا (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) (66) قحط الركب عند غدير خم، وجمع الناس في منتصف النهار، والحر شديد، وخطب فيهم قائلا، كأني قد دعيت فأجبت وإني تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الاخر، كتاب الله وعترتي - وفي رواية مسلم (67) وأهل بيتي - فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض... ثم قال: إن الله مولاي، وأنا مولى كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فهذا وليه - فهذا مولاه (68) - اللهم وال محمد والاه وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره (69)... وأدر

(٦٦) المائدة / ٦٧، قال الواحدي في أسباب النزول / ص ١٣٥، نزلت في غدير خم.
(٦٧) صحيح مسلم / ج ٤ / ص ١٨٧٤.
(٦٨) التاج الجامع للأصول / ج ٣ / ص ٣٣٣. رواية عن زيد بن أرقم عن النبي (صلى الله عليه وآله) وهي في صحيح الترمذي أيضا / ج ٥ / ص ٥٩١.
(٦٩) مسند الإمام أحمد بن حنبل / ج ٤ / ص ٢٨١، ٣٦٨ دار صادر وراجع تفسير ابن كثير / ج ١ ص ٢٢.
وراجع سنن ابن ماجة / المقدمة / ج ١ / باب ١١ وراجع تحقيقات وافية شافية في أسانيد الحديث الغدير / العلامة الأميني.
وراجع البداية والنهاية / لابن كثير أيضا بعدد طرق / ج 7 / ص 360 / 361.
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة