نشأة التشيع والشيعة - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ١١٦
أن أنذر عشيرتي الأقربين، فضقت بذلك ذرعا، وعرفت أني متى أباديهم بهذا الامر أرى منهم ما أكره فصمت عليه حتى جاءني جبريل، فقال يا محمد إلا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك، فاصنع لنا صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة، واملأ لنا عسا من لبن ثم أجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به، ففعلت ما امرني به ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه، فيهم أعمامه أبو طالب والحمزة والعباس وأبو لهب...) وتكررت المحاولة فلما أكلوا وشربوا قال الطبري: (فتكلم رسول الله فقال: يا بني عبد المطلب إني والله ما اعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به إني جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد امرني الله تعالى أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على هذا الامر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم. قال: فأحجم القوم عنها جميعا، فقلت وأني لأحدثهم سنا، وأرمصهم عينا... أنا يا بني الله أكون وزيرك عليه، فاخذ برقبتي ثم قال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا قال - أي علي (عليه السلام) - فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب قد امرك أن تسمع لابنك وتطيع...) (36).
ومن هذه الروايد يتضح لنا أن أول عملية لاعداد الذهنية من

(٣٦) تاريخ الطبري / ج ٣ / ص ٢١٨ / ٢١٩ / المطبعة الحسينية بمصر / الطبعة الأولى راجع تفصيل الرواية وأسانيدها في ما نزل من القرآن في علي / لأبي نعيم / جمع الشيخ المحمودي / ص 155. وراجع تفسير الخازن / ج 3 ص 371 طبعة دار المعرفة / بيروت.
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة