وعن مرآة الأحوال: كان فاضلا عالما مقدسا من تلامذة أفضل المتأخرين الشيخ زين الدين الشهيد الثاني.
(مجير الجراد) مدلج بن سويد الطائي الذي يضرب به المثل فيقال أحمى من مجير الجراد وقصته على ما حكي عن الكلبي انه خلا ذات يوم في خيمته فإذا هو بقوم من طي ومعهم أوعيتهم، فقال: ما خطبكم؟ قالوا: جراد وقع بفنائك فجئنا لنأخذه فركب فرسه وأخذ رمحه وقال:
والله لا يتعرض له أحد منكم إلا قتلته، أيكون الجراد في جواري ثم تريدون اخذه، ولم يزل يحرسه حتى حميت عليه الشمس فطار، فقال: شأنكم الآن به فقد تحول عن جواري إنتهى.
ومن خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام في صفة عجيب خلق من أصناف الحيوان، قال: وإن شئت قلت في الجراد إذ خلق لها عينين حمراوين، وأسرج لها حدقتين قمراوين، وجعل لها السمع الخفي، وفتح لها السمع السوي، وجعل لها الحسن القوي، ونابين بهما تقرض، ومنجلين بهما تقبض، ترهبها الزراع في زرعهم، ولا يستطيعون ذبها ولو أجلبوا بجمعهم، حتى ترد الحرث في نزواتها وتقضي منه شهواتها، وخلقها كله لا يكون أصبها مستدقة، فتبارك الذي يسجد له من في السماوات والأرض طوعا وكرها.
(بيان) المنجل: كمنبر حديده يقضب بها الزرع شبهت بها يدها، والذب الدفع، نزواتها أي وثباتها وخلقها كله الواو حالية.
(أقول): قيل في الجراد خلقة عشرة من جبابرة الحيوان مع ضعفه: وجه فرس وعينا فيل وعنق ثور وقرنا أيل وصدر أسد وبطن عقرب وجناحا نسر وفخذا جمل ورجلا نعامة وذنب حية.
ولقد أجاد من قال في وصفه: