الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٣ - الصفحة ١٤١
وانقطع إليه وأكثر القول في مدحه.
ثم مضى إلى مصر فمدح بها كافور الخادم، وأقام هناك مدة ثم خرج من مصر وورد العراق ودخل بغداد وجالس بها أهل الأدب، وقرئ عليه ديوانه، ثم ذكر الخطيب من حفظه انه حفظ كتابا كان نحو ثلاثين ورقة بنظرة واحدة.
(أقول): وله في أبى المسك كافور الأخشيدي مدائح كثيرة منها قوله:
قواصد كافور توارك غيره * ومن قصد البحر استقل السواقيا فجاءت بنا إنسان عين زمانه * وخلت بياضا خلفها ومآقيا وقال في قصيدة أخرى:
وأخلاق كافور إذا شئت مدحه * وان لم تشأ تملي عليك فتكتب إذا ترك الانسان أهلا وراءه * ويمم كافورا فما يتغرب إلى أن قال:
وكل امرئ يولي الجميل جميل * وكل مكان ينبت العز طيب ومن غرر قصائد المتنبي قصيدة مدح بها أبا شجاع فاتك الكبير صاحب مصر المعروف بالمجنون الرومي أولها:
لا خيل عندك تهديها ولا مال * فليسعد النطق إن لم يسعد الحال وتوفى فاتك سنة 350، ورثاه المتنبي بقصيدة عينية فائقة منها قوله:
تصفو الحياة لجاهل أو غافل * عما مضى منها وما يتوقع أين الذي الهرمان من بنيانه * ما قوله ما يومه ما المصراع تتخلف الآثار عن أصحابها * حينا فيدركها الفناء فتتبع وله أيضا في رثائه إياه:
لا فاتك آخر في مصر نقصده * ولا له خلف في الناس كلهم من لا تشابهه الاحياء في شيم * أمسى تشابهه الأموات في الرمم
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»