الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٣ - الصفحة ٧٨
(القفال المروزي) أبو بكر عبد الله بن أحمد بن عبد الله الفقيه الشافعي، كان وحيد زمانه، وله في مذهب الإمام الشافعي من الآثار ما ليس لغيره من أبناء عصره، كان ابتداء اشتغاله بالعلم على كبر السن بعد ما أفنى شبيبته في عمل الأقفال، ولذلك قيل له القفال، وكان ماهرا في عملها.
ويقال: انه لما شرع في الفقه كان عمره ثلاثين سنة، توفى سنة 417 (تيز) ودفن بسجستان، وهو الذي صلى بين يدي السلطان محمود سبكتكين ركعتين على مذهب الشافعي وركعتين على مذهب أبي حنيفة، فاختار السلطان محمود مذهب الشافعي لذلك، وقصته مشهورة ذكرها الدميري وابن خلكان، ونحن ننقلها هاهنا من ابن خلكان:
قال في ترجمة يمين الدولة السلطان ناصر الدولة محمود بن سبكتكين المتوفى سنة 433 بغزنة نقلا من كتاب مغيث الخلق في اختيار الأحق لإمام الحرمين الجويني ان السلطان محمود المذكور كان على مذهب أبي حنيفة.
وكان مولعا بعلم الحديث، وكانوا يسمعون الحديث من الشيوخ بين يديه وهو يسمع.
وكان يستفسر الأحاديث فوجد أكثرها موافقا لمذهب الشافعي فوقع في خلده حكة فجمع الفقهاء من الفريقين في مرو والتمس منهم ما الكلام في ترجيح أحد المذهبين على الآخر، فوقع الاتفاق على أن يصلوا بين يديه ركعتين على مذهب الإمام الشافعي وعلى مذهب أبي جنيفة لينظر فيه السلطان ويتفكر ويختار ما هو أحسنهما، فصلى القفال المروزي بطهارة مسبغة وشرائط معتبرة من الطهارة والسترة واستقبال القبلة، وأتى بالأركان والهيئات والسنن والآداب والفرائض على وجوه الكمال والتمام، وقال: هذه صلاة لا يجوز الإمام الشافعي
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»