الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٣ - الصفحة ٢٦
يأبى لهم ان يحل الذم ساحتهم * خيم كريم وأيد بالندى ديم أي الخلائق ليست في رقابهم * لأولية هذا أو له نعم من يعرف الله يعرف أولية ذا * فالدين من بيت هذا ناله الأمم ولما سمع هشام هذه القصيدة غضب وحبس الفرزدق وأنفذ له زين العابدين (ع) اثني عشر ألف درهما فردها، وقال: مدحته الله تعالى لا للعطاء فقال عليه السلام: انا أهل بيت إذا وهبنا شيئا لا نستعيده فقبلها إنتهى.
(ومن شعر الفرزدق).
أخاف وراء القبران لم يعافني * أشد من الموت التهابا وأضيقا إذا جاءني يوم القيامة قائد * عنيف وسواق يسوق الفرزدقا لقد خاب من أولاد آدم من مشى * إلى الغار مغلول القلادة أزرقا يقاد إلى نار الجحيم مسر بلا * سرابيل قطران لباسا محرقا اخذ قوله: أخاف وراء القبر، من كلام أمير المؤمنين عليه السلام فيما كتب لمحمد بن أبي بكر: يا عباد الله ما بعد الموت لمن لا يغفر له أشد من الموت القبر (1).
فاحذروا ضيقه وضنكه وغربته، ان القبر يقول كل يوم: أنا بيت الغربة، أنا بيت الوحشة، أنا بيت الدود، والقبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، ان العبد المؤمن إذا دفن قالت له الأرض: مرحبا وأهلا قد كنت ممن أحب ان تمشي على ظهري فإذا وليتك فستعلم كيف صنيعي بك فيتسع له مد البصر، وان الكافر إذا دفن قالت له الأرض: لا مرحبا بك ولا

(1) وقال أبو العتاهية:
ان يوم الحساب يوم عسير * ليس للظالمين فيه مجير فاتخذ عدة لمطلع القبر وهول الصراط يا منصور منصور هو ابن عمار الواعظ المحدث الخراساني البغدادي.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»