الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٣ - الصفحة ٢٤
يخرج من أهلها من شاء، فجاءت عجوز إلى الفرزدق فقالت: اني استجرت بقبر أبيك وأتت منه بحصيات، فقال لها، وما شأنك؟ فقالت: ان تميم بن زيد خرج بابن لي معه ولا قرة لعيني ولا كاسب لي غيره.
فقال لها: وما اسم ابنك؟ فقالت: خنيس، فكتب إلى تميم بن زيد مع بعض من شخص:
تميم بن زيد لا تكونن حاجتي * بظهر فلا يعبأ علي جوابها وهب لي خنيسا واحتسب فيه منة * لعبرة أم ما يسوغ شرابها أتتني فعادت يا تميم بغالب * وبالحفرة السافي عليها ترابها وقد علم الأقوام انك ماجد * وليث إذا ما الحرب شب شهابها فلما ورد الكتاب على تميم تشكك في الاسم، فقال: أحبيش أم خنيس ثم قال: انظروا من له مثل هذا الاسم في عسكرنا؟ فأصيب ستة ما بين حبيش وخنيس، فوجه يهم إليه.
(وذكر ابن خلكان) مع تعصبه وانحرافه في أحوال الفرزدق ما ينبغي نقله، قال: وتنسب إليه مكرمة يرجى له بها الجنة وهي انه لما حج هشام بن عبد الملك في أيام أبيه فطاف وجهد ان يصل إلى الحجر ليستلمه فلم يقدر عليه لكثرة الزحام، فنصب له منبر وجلس عليه ينظر إلى الناس ومعه جماعة من أعيان أهل الشام ، فبينما هو كذلك إذ قبل زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، وكان من أحسن الناس وجها، وأطيبهم أرجا، فطاف بالبيت فلما انتهى إلى الحجر تنحى له الناس حتى استلم، فقال رجل من أهل الشام:
من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة؟ فقال هشام: لا أعرفه مخافة ان يرغب فيه أهل الشام فيملكوه وكان الفرزدق حاضرا فقال أنا أعرفه فقال الشامي من هو يا أبا فراس؟ فقال:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل الحرام
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»