الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٣ - الصفحة ٢٣
وكان ذلك في خلافة أمير المؤمنين عليه السلام فاستفتي (ع) في الاكل منها فقضى بتحريمها، وقال: هذه ذبحت لغير مأكلة ولم يكن المقصود منها إلا المفاخرة والمباهات، فألقيت لحومها على كناسة الكوفة فأكلتها الكلاب والعقبان والرخم، انتهى. وهي قصة مشهورة، وعمل فيها الشعراء اشعارا كثيرة، (وجد الفرزدق صعصعة بن ناجية) عدة علماء رجال العامة من الصحابة وقالوا: كان من اشراف بني تميم ووجوه بني مجاشع، وكان في الجاهلية يفتدي المؤودات - أعني البنات اللواتي كانوا يدفنونهن حيات - وقد أحيى ثلاثمائة وستين موؤدة، اشترى كل واحدة منهن بناقتين عشراوين وجمل، ووعده رسول الله صلى الله عليه وآله ان يؤجر عليها حيث أسلم.
وفي كامل المبرد قال الفرزدق:
ألم تر إنا بني دارم * زرارة منظا أبو معبد ومنا الذي منع الوائدات * وأحي الوئيد فلم توأد ألسنا الذين تميم بهم * تسامى وتفخر في المشهد وناجية الخير والا قرعان * وقبر بكاظمة المورد إذا ما اتى قبره عائذ * أناخ على القبر بالأسعد (قوله: وقبر بكاظمة الخ) يعني قبر أبيه غالب بن صعصعه، وكان الفرزدق يجير من استجار بقبر أبيه.
وكان أبوه جوادا شريفا، فممن استجار بقبر غالب فأجاره الفرزدق امرأة من بني جعفر بن كلاب، خافت لما هجا الفرزدق بني جعفر بن كلاب ان يسميها ويسبها فعاذت بقبر أبيه، فلم يذكر لها اسما ولا نسبا، ولكن قال في كلمته التي يهجو فيها نبي جعفر بن كلاب:
عجوز تصلي الخمس عاذت بغالب * فلا والذي عاذت به لا أضيرها ومن ذلك أن الحجاج لما ولي تميم بن زيد القيني السند دخل البصرة فجعل
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»