الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٣
(الناصر لدين الله) أبو العباس أحمد بن المستضئ، ولد 10 رجب سنة 553 بويع له عند وفاة أبيه سنة 575 وهو ابن 23 سنة، ومدة خلافته 46 سنة و 10 أشهر و 28 يوما، ولم يل الخلافة من أهل بيته أطول مدة منه.
وكان في آبائه أربعة عشر خليفة، وكان نقش خاتمه رجائي من الله عفوه وكان يتشيع ويميل إلى مذهب الإمامية.
قال ابن الطقطقي: كان الناصر من أفاضل الخلفاء وأعيانهم، بصيرا بالأمور مجربا سائسا مهيبا مقداما عارفا شجاعا.
وكان يرى رأي الامامية، طالت مدته وصفى له الملك، وأحب مباشرة أحوال الرعية بنفسه حتى كان يتمشى في الليل في دروب بغداد ليعرف اخبار الرعية وما يدور بينهم، وصنف كتبا وسمع الحديث النبوي صلوات الله على صاحبه وأسمعه ولبس لباس الفتوة وألبسه.
وكان باقعة زمانه ورجل عصره، في أيامه انقرضت دولة آل سلجوق بالكلية، وكان للناصر من المبار والوقوف ما يفوت الحصر، وبنى دور الضيافات والمساجد والربط ما يتجاوز حد الكثرة إنتهى ملخصا.
وفي أعيان الشيعة ما ملخصة: وكان الناصر عالما مؤلفا شجاعا شاعرا، راويا للحديث، ويعد في الحدثين.
قال الذهبي: أجاز الناصر لجماعة من الأعيان فحدثوا عنه، منهم ابن سكينة وابن الأخضر وابن النجار وابن الدامغاني وآخرون إنتهى.
وله كتاب في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام رواه السيد ابن طاووس في كتابه اليقين عن السيد فخار بن معد الموسوي عن الناصر حكي انه ذهبت إحدى عيني الناصر في آخر عمره وبقي يبصر بالأخرى إبصارا ضعيفا ولا يشعر بذلك أحد،
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»