الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٣ - الصفحة ١٤٤
بني أمية، والمتوكل محى البدع وأظهر السنة إنتهى.
وذكره ابن العربي في الفتوحات، وعده من الأقطاب، وممن حاز الخلافة الظاهرة والباطنة.
قلت: قد ذكر المؤرخون وأهل السير ما فعله المتوكل بقبر الحسين (ع) من الهدم والاستخفاف، وانه كان شديد البغض لعلي بن أبي طالب عليه السلام ولأهل بيته.
قال أبو الفرج في مقاتل الطالبيين: وكان المتوكل شديد الوطأة على آل أبي طالب، غليظا على جماعتهم، مهتما بأمورهم، شديد الغيظ والحقد عليهم ثم ذكر من ذلك كرب قبر الحسين (ع) وعفاء آثاره، (إلى أن قال) واستعمل على المدينة ومكة عمر بن الفرج الرخجي فمنع الناس من بر آل أبي طالب وكان لا يبلغه ان أحدا بر أحدا منهم بشئ وان قل إلا أنهكه عقوبة وأثقله غرما حتى كان القميص يكون بين جماعة من العلويات يصلين فيه واحدة بعد واحدة ثم ينزعنه ويجلسن على مغازلهن عواري حواسر إلى أن قتل المتوكل فعطف المنتصر عليهم وأحسن إليهم ووجه بمال فرقة فيهم، وكان يؤثر مخالفة أبيه في جميع أحواله ومضادة مذهبه طعنا عليه ونفرة لفعله إنتهى.
وعن مناقب ابن شهرآشوب أبو محمد الفحام قال: سأل المتوكل ابن الجهم عن اشعر الناس فذكر شعراء الجاهلية والاسلام، ثم سأل أبا الحسن (ع) أشعرهم الحماني حيث يقول:
لقد فاخرتنا من قريش عصابة * بمط خدود وامتداد أصابع ترانا سكونا والشهيد بفضلنا * عليهم جهير الصوت في كل جامع فلما تنازعنا المقال قضى لنا * عليهم بما نهوى نداء الصوامع فان رسول الله احمد جدنا * ونحن بنوه كالنجوم الطوالع قال المتوكل: وما نداء الصوامع يا أبا الحسن؟ قال: اشهد ان لا إله إلا الله
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»