وذكره القاضي نور الله (وه) في شعراء الشيعة ونقل عن الشيخ عبد الجليل الرازي انه نقل منه هذا الشعر:
أبا حسن لو كان حبك مدخلي * جهنم كان الفوز عندي جحيمها وكيف يخاف النار من بات موقنا * بأن أمير المؤمنين قسيمها وعن نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر: ان أبا الطيب المتنبي كان يتحقق بولاء أمير المؤمنين عليه السلام تحققا شديدا، وان له فيه عدة قصائد سماها العلويات، وقال: ويقوي تشيعه انه كوفي، والكوفة أحد معادن الشيعة إنتهى، ويؤيد تشيعه أيضا: ان أمه همدانية من صلحاء النساء الكوفيات، وتشيع قبيلة همدان أشهر من نار على علم، فقد رضع المتنبي التشيع مع اللبن، كما قال الشاعر:
لا عذب الله أمي انها شربت * حب الرضي وغذتنيه باللبن وكان لي والد يهوى أبا حسن * فصرت من ذي وذا أهوى أبا حسن وتقدم في أبو نواس شعره في مدح أمير المؤمنين عليه السلام يحكى انه كان لسيف الدولة مجلس يحضره العلماء كل ليلة فيتكلمون بحضرته، فوقع بين المتنبي وبين ابن خالويه النحوي كلام فوثب ابن خالويه على المتنبي فضرب وجهه بمفتاح كان معه فشجه وخرج دمه يسيل على ثيابه فغضب خرج إلى مصر وامتدح كافور الأخشيدي، ثم رحل عنه وقصد بلاد فارس، ومدح عضد الدولة الديلمي فأجزل جائزته، ولما رجع من عنده قاصدا بغداد ثم إلى الكوفة في شعبان لثمان خلون منه سنة 354 (شند)، عرض له فاتك بن أبي الجهل الأسدي في عدة من أصحابه، وكان مع المتنبي أيضا جماعة من أصحابه فقاتلوهم فقتل المتنبي وابنه محمد وغلامه مفلح بالقرب من النعمانية (بلد بين واسط وبغداد) في موضع يقال له الصافية من الجانب الغربي من سواد بغداد عند دير العاقول بينهما مسافة ميلين، كذا عن ابن خلكان.