الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٣ - الصفحة ١٣٧
أيا طالب العلم لا تجهلن * وعذ بالمبرد أو ثعلب تجد عند هذين علم الورى * فلا تك كالجمل الأجرب علوم الخلائق مقرونة * بهذين في الشرق المغرب كان المبرد (ره) فصيحا مفوها، كثير الأمالي، حسن النوادر، فمما أملاه. ان المنصور أبا جعفر ولى رجلا على العميان والأيتام والقواعد من النساء اللاتي لا أزواج لهن، فدخل على هذا المتولي بعض المتخلفين ومعه ولده فقال المتولي: ان القواعد نساء فكيف أثبتك فيهن؟ فقال: ففي العميان فقال أما هذا فنعم فان الله تعالى يقول: (لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)، فقال: وتثبت ولدي في الأيتام فقال: هذا أفعله أيضا فإنه من يكن أنت أباه فهو يتيم فانصرف عنه، وقد أثبته في العميان وولده في الأيتام، وحكي انه كان كثيرا ما ينشد في مجالسه:
يا من تلبس أثوابا يتيه بها * تيه الملوك على بعض المساكين ما غير الجل أخلاق الحمير ولا * نقش البرادع أخلاق البراذين وذكر الخطيب في ترجمة إسماعيل بن إسحاق البصري الفاضل الفقيه صاحب المسند، وكتب في علوم القرآن، وكان استوطن بغداد وولي القضاء بها إلى أن مات.
عن أبي العباس المبرد قال: لما توفيت والدة إسماعيل بن إسحاق القاضي ركبت إليه أعزيه وأتوجع له فألفيت عنده الجلة من بني هاشم والفقهاء والعدول ومستوري مدينة الاسلام ورأيت من ولهه ما أبداه ولم يقدر على ستره وكلا يعزيه وقد كاد لا يسلو فلما رأيت ذلك منه ابتدأت بعد التسليم فأنشدته:
لعمري لئن غال ريب الزمان * فينا لقد غال نفسا جبيبة ولكن علمي بما في الثواب * عند المصيبة ينسى المصيبة فتفهم كلامي واستحسنه ودعا بدواة وكتبه ورأيته بعد قد انبسط وجهه وزال
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»