الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٣ - الصفحة ١٣٨
عنه ما كان فيه من تلك الكآبة وشدة الجزع توفى سنة 285 ببغداد ودفن في مقبرة باب الكوفة في دار اشتريت له، ولما توفي لم يبق له مماثل إلا ثعلب فنظم أبو بكر بن العلاف أبياتا كان ابن الجواليقي كثيرا ما ينشد ها وهي هذه:
ذهب المبرد وانقضت أيامه * وليذهبن أثر المبرد ثعلب بيت من الآداب أصبح نصفه * خربا وباقي بيتها فسيخرب فابكوا لما سلب الزمان ووطنوا * للدهر أنفسكم على ما يسلب وتزودوا من ثعلب فبكأس ما * شرب المبرد عن قريب يشرب وأرى لكم ان تكتبوا أنفاسه * إن كانت الأنفاس مما يكتب (تذييل) حكى شيخنا في المستدرك عن كامل المبرد خبر أبي نيزر أحببت ايراده هنا قال: كان أبو نيزر من أبناء بعض ملوك العجم قال: وصح عندي بعد انه من ولد النجاشي، فرغب في الاسلام صغيرا فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فأسلم وكان معه في بيوته فلما توفى رسول الله صلى الله عليه وآله صار مع فاطمة وولدها عليهم السلام قال أبو نيزر جاءني علي بن أبي طالب عليه السلام وأنا أقوم بالضيعتين عين أبى نيزر والبغيبغة فقال: هل عندك من طعام فقلت طعام لا أرضاه لأمير المؤمنين عليه السلام قرع من قرع الضيعة صنعته باهالة سنخة فقال علي به فقام إلى الربيع وهو جدول غسل يده، ثم أصاب من ذلك شيئا، ثم رجع إلى الربيع فغسل يديه بالرمل حتى أنقاهما ثم ضم يديه كل واحدة منهما إلى أختها وشرب بهما حسا من ماء الربيع ثم قال: يا با نيزر ان الأكف أنظف الآنية ثم مسح ندى ذلك الماء على بطنه وقال: من أدخله بطنه في النار فأبعده الله، ثم اخذ المعول وانحدر في العين فجعل يضرب وبطأ عليه الماء فخرج وقد تنضح جبينه عليه السلام عرقا فانتكف العرق عن جبينه ثم اخذ المعول وعاد إلى العين فأقبل يضرب فيها وجعل يهمهم فانثالت كأنها عنق جزور فخرج مسرعا وقال: اشهد الله انها صدقة، علي بداوة
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»