حنيفة والثوري ومسعر بن كدام وكتب عن مالك والأوزاعي وأبي يوسف القاضي وسكن بغداد واختلف إليه الناس وسمعوا منه الحديث والرأي فلما خرج هارون إلى الري الخرجة الأولى خرج معه فمات بالري سنة 189 قاله الخطيب البغدادي ومنهم أبو الصقر إسماعيل بن بلبل وزير المعتمد على الله العباسي ينتسب إلى بني شيبان.
حكي ان قوما غمزوه وقالوا: هو دعي وكان ابن الرومي قد مدحه بقصيدة طويلة أولها:
أجنت لك الوصل أغصان وكثبان * فيهن نوعان تفاح ورمان إلى قوله:
قالوا أبو الصقر من شيبان قلت لهم * كلا لعمري ولكن منه شيبان كم من أب قد علا بابن له شرف * كما علا برسول الله عدنان ظن أبو الصقر ان ابن الرومي قد هجاه وانه عرض بأنه دعي فأعرض عنه وتوسل ابن الرومي إلى إفهامه صورة الحال فلم يقبل في ذلك قول قائل وقيل له يا سبحان الله فانظر إلى البيت الثاني وحسن معناه فإنه معنى مخترع ما مدح أحد بمثله قبلك فلم يصغ فهجاه ابن الرومي وأفحش في هجائه ولا يهمنا ذكره.
(الشيخ وكذا شيخ الطائفة والشيخ الطوسي) هو أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي عماد الشيعة ورافع اعلام الشريعة شيخ الطائفة على الاطلاق ورئيسها الذي تلوى إليه الأعناق صنف في جميع علوم الاسلام وكان القدوة في ذلك والامام وقد ملأت تصانيفه الاسماع ووقع على قدمه وفضله الاجماع من أكبر جهابذة الاسلام ومن يرجع إلى قوله في الحل والابرام والحلال والحرام:
إذا قالت حذام فصدقوها * فان القول ما قالت حذام