قوت يحفظ به نفسه فحضر يوما مجلس المرتضى واستأذنه في أن يقرأ عليه من النجوم فأذن له السيد وامر له بجراية تجرى عليه كل يوم فقرأ عليه برهة ثم أسلم على يده وكان السيد قدس الله روحه نحيف الجسم وكان يقرأ مع أخيه الرضي على ابن نباتة صاحب الخطب وهما طفلان وحضر المفيد مجلس السيد يوما فقام من موضعه وأجلسه فيه وجلس بين يديه فأشار المفيد بأن يدرس في حضوره وكان يعجبه كلامه إذا تكلم وكان السيد قد أوقف قرية على كاغذ الفقهاء وحكاية رؤية المفيد في المنام فاطمة الزهراء عليها السلام وانها أتت بالحسن والحسين عليهم السلام ومجئ فاطمة بنت الناصر بولديها الرضى والمرتضى في صبيحة ليلة المنام إلى المفيد وقولها له علم ولدي هذين مشهورة انتهى.
(5) توفي السيد المرتضى رضي الله عنه لخمس بقين من شره ربيع الأول سنة 436 (تلو) وصلى عليه ابنه في داره ودفن فيها ثم نقل إلى جوار جده أبي عبد الله الحسين " عليه السلام " قال (ض) ونقل عنه انه قال عند وفاته:
لئن كان حظي عافني عن سعادتي * فان رجائي واثق بحليم وان كنت من زاد التقية والتقى * فقيرا فقد أمسيت ضيف كريم قال (جش) وتوليت غسله ومعي الشريف أبو يعلى محمد بن الحسن الجعفري وسلار بن عبد العزيز.
(6) حكي عن القاضي التنوخي صاحب السيد المرتضى انه قال إن مولد السيد سنة 355 وخلف بعد وفاته ثمانين الف مجلد من مقروآته ومصنفاته ومحفوظاته ومن الأموال والأملاك ما يتجاوز عن الوصف وصنف كتابا يقال له الثمانين وخلف من كل شئ ثمانين وعمر إحدى وثمانين سنة من اجل ذلك سمي الثمانيني وبلغ في العلم وغيره مرتبة عظيمة قلد نقابة الشرفاء شرقا وغربا وإمارة الحاج والحرمين والنظر في المظالم وقضاء القضاء وبلغ على ذلك ثلاثين سنة انتهى.