الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٤٩٤
التقصير كما فعل هذا في الحمام قلت سبحان من اخرج أبا حامد من دائرة الفقه بتصنيفه كتاب الاحياء فليته لم يحكي فيه مثل هذا الذي لا يحل والعجب أنه يحكيه ويستحسنه ويسمي أصحابه أرباب أحوال وأي حالة أقبح وأشد من حال من يخالف الشرع ويرى المصلحة في المنهي عنه وكيف يجوز ان يطلب صلاح القلوب بفعل المعاصي أو قد عدم في الشريعة ما يصلح قلبه حتى يستعمل ما لا يحل فيها وكيف يحل للمسلم ان يعرض نفسه لان يقال عنه سارق وهل يجوز ان يقصد وهن دينه ومحو ذلك عند شهداء الله في الأرض ثم كيف يجوز التصرف في مال الغير بغير اذنه ثم في نص مذهب احمد والشافعي ان من سرق من الحمام ثيابا عليها حافظ وجب قطع يده فعجبي من هذا الفقيه المستلب عن الفقه بالتصوف أكثر من تعجبي من هذا المستلب الثياب انتهى.
وفي كشف الظنون، قال أبو الفرج ابن الجوزي قد جمعت أغلاط الاحياء وسميته اعلام الاحياء بأغلاط الاحياء أشرت إلى بعض ذلك في كتاب تلبيس إبليس، وقال سبطه أبو المظفر وضعه على مذاهب الصوفية وترك فيه قانون الفقه فأنكروا عليه ما فيه من الأحاديث التي لم تصح انتهى.
قال المولى أبو الخير واما الأحاديث التي لم تصح لا ينكر على إيرادها لجوازه في الترغيب والترهيب انتهى واختصر الاحياء أخوه احمد الغزالي سماه لباب الاحياء وهذبه المولى المحقق الكاشاني صاحب الوافي وسماه محجة البيضاء في تهذيب الاحياء. توفى الغزالي 14 ج 2 سنة 55 بالطابران ودفن بظاهر الطابران وهي قصبة طوس وتقدم في الشيخ الطوسي ما يتعلق بها.
ورثاه الأبيوردي الشاعر بقصيدة فائية منها قوله:
مضى وأعظم مفقود فجعت به * من لا نظير له في الناس يخلفه والغزالي: بفتح أوله وتشديد الزاي نسبة إلى الغزال حكي ان والده كان يغزل الصوف ويبيعه في دكانه وقيل إن الزاي مخففة نسبة إلى غزالة قرية من قرى طوس
(٤٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 488 489 490 491 492 493 494 495 496 497 498 » »»