بمصنفاته وعطر الأكوان بتأليفاته انتهت إليه رئاسة الإمامية في المعقول والمنقول والفروع والأصول مولده سنة 648 قرأ على خاله المحقق الحلي وجماعة كثيرين جدا من العامة والخاصة وقرأ على المحقق الطوسي في الكلام وغيره من العقليات وقرأ عليه في الفقه المحقق الطوسي وكان آية الله لأهل الأرض وله حقوق عظيمة على زمرة الامامية والطائفة الاثني عشرية لسانا وبيانا وتدريسا وتأليفا وكفاه فخرا على من سبقه ولحقه مقامه المحمود في اليوم المشهود الذي ناظر فيه علماء المخالفين فأفحمهم وصار سببا لتشيع السلطان محمد الملقب بشاه خدابنده وله بعد ذلك من المناقب والفضائل ما لا يحصى (اما) درجاته في العلوم ومؤلفاته فيها فقد ملأت الصحف وضاق عنها الدفتر وكلما أتعب نفسي فحالي كناقل التمر إلى هجر فالأولى تبعا لجمع من الاعلام الاعراض عن هذا المقام ولنكتف بذكر وصيته التي ختم بها كتاب القواعد لاشتمالها على كثير من الفوائد (وهي هذه) اعلم يا بني أعانك الله تعالى على طاعته ووفقك لفعل الخير وملازمته إلى أن قال فإني أوصيك كما افترضه الله تعالى علي من الوصية وأمرني به حين ادراك المنية بملازمة التقوى لله تعالى فإنها السنة القائمة والفريضة اللازمة والجنة الواقية والعدة الباقية وأنفع ما أعده الانسان ليوم تشخص فيه الابصار وعليك باتباع أوامر الله تعالى وفعل ما يرضيه واجتناب ما يكرهه والانزجار عن نواهيه وقطع زمانك في تحصيل الكمالات النفسانية وصرف أوقاتك في اقتناء الفضائل العلمية والارتقاء عن حضيض النقصان إلى ذروة الكمال والارتفاع إلى أوج العرفان عن مهبط الجهال وبذل المعروف ومساعدة الاخوان ومقابلة المسئ بالاحسان والمحسن بالامتنان وإياك ومصاحبة الأرذال ومعاشرة الجهال فإنها تفيد خلقا ذميما وملكة ردية بل عليك بملازمة العلماء ومجالسة الفضلاء فإنها تفيد استعدادا تاما لتحصيل الكمالات وتثمر لك ملكة راسخة لاستنباط المجهولات وليكن يومك خير من أمس وعليك بالصبر والتوكل والرضا وحاسب نفسك في كل يوم وليلة وأكثر من الاستغفار لربك
(٤٧٨)